في أواخر مارس 2025، أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى دينية مهمة تدعو إلى “الجهاد” ضد إسرائيل ردًا على الصراع المستمر في غزة. هذه الفتوى، التي حظيت بدعم شخصيات بارزة مثل المفتي تقي عثماني وتأييد منظمات مثل المجلس الإندونيسي للعلماء، أثارت اهتمامًا وجدلاً عالميًا. تستعرض هذه المقالة سياق فتوى 2025 ضد إسرائيل، أهدافها المعلنة، ردود الفعل من مختلف الأطراف، وتداعياتها المحتملة على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
خلفية فتوى 2025 ضد إسرائيل 📜⚔️
أُصدرت الفتوى في 28 مارس 2025، وتعلن أن “الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي واجب فردي على كل مسلم قادر”. وحثت الدول ذات الأغلبية المسلمة على التدخل عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا لوقف ما وصفه الاتحاد بـ”الإبادة الجماعية” في غزة. كما دعت الفتوى إلى إعادة تقييم معاهدات السلام مع إسرائيل وفرض حصار شامل على البلاد. تم التأكيد على هذه الفتوى خلال المؤتمر الوطني لفلسطين في إسلام آباد، حيث جادل العلماء بأن الموارد المخصصة للحج الاختياري، مثل العمرة، يجب أن تدعم المقاومة الفلسطينية بدلاً من ذلك.
تأتي فتوى 2025 ضد إسرائيل وسط تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي استؤنفت بعد انهيار وقف إطلاق النار في مارس 2025. وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، قُتل أكثر من 51,000 فلسطيني منذ تصاعد الصراع عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1,200 شخص وأسر 251 رهينة. يستند الاتحاد إلى الأعمال الإسرائيلية، بما في ذلك الغارات الجوية والحصار، كمبرر للفتوى، واصفًا إياها بـ”التطهير المنهجي” للفلسطينيين.
ردود الفعل الرئيسية 🗣️
اكستان وإندونيسيا: أيد علماء باكستانيون بارزون، بمن فيهم المفتي تقي عثماني، الفتوى، معتبرين إياها واجبًا دينيًا. كما أعرب المجلس الإندونيسي للعلماء عن دعمه، مؤيدًا دعوة الاتحاد للعمل.
مشاعر وسائل التواصل الاجتماعي: تعكس منشورات على منصة إكس دعمًا قويًا من بعض المستخدمين، حيث أشار البعض إلى الفتوى كخطوة مهمة، متوقعين أنها قد تؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية.
مفتي مصر الأكبر: رفض نذير عياد، أعلى سلطة دينية في مصر، الفتوى واصفًا إياها بـ”غير المسؤولة”، معتبرًا أنه لا يمكن لمجموعة واحدة إصدار مثل هذه الفتاوى في مسائل تخالف مبادئ الشريعة. تحتفظ مصر، التي وقّعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، بموقف حذر بسبب تحالفاتها الجيوسياسية.
إسرائيل: أعربت السلطات الإسرائيلية عن غضبها، وانتقدت قطر، حيث يقع مقر الاتحاد، لعدم إدانتها للفتوى. ترى إسرائيل أن الفتوى دعوة للإرهاب العالمي، حيث أشارت الخبيرة نسيا شيمر إلى تصنيف إسرائيل كعدو “كافر”، وهو انحراف عن النظرة الإسلامية التقليدية لليهود كـ”أهل الكتاب”.
القلق الغربي: تشير منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى قلق في ألمانيا، حيث تُعتبر الفتوى تهديدًا محتملاً للأمن العام بسبب صلاتها بمنظمات مثل الإخوان المسلمين.
تداعيات فتوى 2025 ضد إسرائيل 🔥
عرض الفتوى المنطقة المتوترة بالفعل لخطر التصعيد. من خلال حث الدول ذات الأغلبية المسلمة على التدخل، قد تؤدي إلى توتر العلاقات الدبلوماسية، خاصة بالنسبة لدول مثل مصر والأردن، التي تحافظ على معاهدات سلام مع إسرائيل. كما أن الدعوة إلى إلغاء اتفاقيات التطبيع قد تضع ضغوطًا على دول مثل الإمارات والبحرين، الموقّعة على اتفاقيات إبراهيم.
على الرغم من أن الفتوى غير ملزمة، إلا أن وزنها الرمزي قد يحفّز الجماعات المسلحة والأفراد، مما قد يزيد من الهجمات على الأهداف الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن القدرة العملية للدول ذات الأغلبية المسلمة على تنفيذ الفتوى محدودة بسبب الديناميكيات السياسية الداخلية، والقيود الاقتصادية، والتحالفات القائمة مع القوى الغربية.
منظور نقدي 🤔⚖️
ينما تعكس الفتوى غضبًا حقيقيًا إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، فإن دعوتها العامة للجهاد تبسّط صراعًا معقدًا وتعرض المجتمعات لمزيد من الانقسام. يبرز رفض مصر انقسامًا داخل العالم الإسلامي، حيث تعطي السلطات الدينية المرتبطة بالدولة الأولوية للاستقرار على الإعلانات الأيديولوجية. علاوة على ذلك، فإن فشل الفتوى في معالجة دور حماس في الصراع، بما في ذلك هجومها في 7 أكتوبر وتحديات الحكم في غزة، يثير تساؤلات حول موضوعيتها.
الخلاصة
تؤكد فتوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ضد إسرائيل على العواطف العميقة والانقسامات المحيطة بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. بينما تضخّم الدعوات لاتخاذ إجراءات ضد الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، فإنها تعرض أيضًا لخطر تصعيد العنف وتقويض الجهود الدبلوماسية. مع استمرار الصراع، يجب على المجتمع الدولي إعطاء الأولوية للمساعدات الإنسانية، ومفاوضات وقف إطلاق النار، والحلول طويلة الأمد التي تعالج الأسباب الجذرية للأزمة. الفتوى، رغم أهميتها، ليست سوى صوت واحد في جوقة من الآراء—ستعتمد تأثيراتها على كيفية استقبالها وتنفيذها في المشهد الجيوسياسي الممزق بالفعل.
المصادر:
ميدل إيست آي، جيروزاليم بوست، بي بي سي نيوز، الجزيرة، رويترز، تايمز أوف إسرائيل، منشورات على منصة إكس.
قراءات إضافية:
[لم يتم توفير روابط محددة في النص الأصلي]
Qatar Tacitly Approves Muslim Scholars’ Call for ‘Armed Jihad’ Against Israel